عصام أيت علي

يبدو أن المنطق قال كلمته أخيرًا. أشرف حكيمي، نجم المنتخب الوطني المغربي وباريس سان جيرمان وأحد أبرز اللاعبين في كرة القدم العالمية، يتوج بالكرة الذهبية الإفريقية بعد موسم استثنائي كتب فيه اسمه بحروف من ذهب.

التتويج لم يكن مفاجئًا بقدر ما كان مستحقًا؛ فحكيمي حمل أداءه الثابت وروحه القتالية من الملاعب الأوروبية إلى ميادين القارة السمراء، ليُثبت أن الاجتهاد والانضباط طريق لا يخون صاحبه.

اليوم، يعود اللاعب المغربي ليتربع على عرش إفريقيا لاعبًا ذهبياً، تكريمًا لموهبته، لالتزامه، وللنَفَس الطويل الذي ميّز مسيرته منذ بداياته.

ما يميز حكيمي ليس فقط مستواه التقني، بل أخلاقه قبل كل شيء. لاعب لا يختار المباريات، لا يقول “نمشي لهاد ديبلاصمون وهذا لا”، ولا يضع شروطًا للسفر أو المشاركة.

يحضر دائمًا بكل جاهزية، يقاتل في كل دقيقة، ويقدّم النموذج الحقيقي للاعب المحترف الذي يحترم الجمهور ويحترم قميص الوطن.

ليس مفاجئًا أن يتحول حكيمي إلى أيقونة مغربية عالمية. اليوم، أصبح قميص المنتخب الوطني الذي يحمل رقم 2 واحدًا من أكثر القطع التي يقبل عليها السياح خلال زيارتهم للمغرب، لما يمثله حكيمي من رمز للفخر والانتماء والنجاح.

وفي قلب كل هذه الإنجازات، تبقى علاقة حكيمي بوالدته جزءًا من سيرته الملهمة. لاعب لم ينس أصله ولا تضحيات أسرته. تجده في كل لحظة نجاح يشير إلى والدته باعتبارها “كل شيء في حياته”. ليس غريبًا إذن أن يحظى بحب المغاربة… فهو مرضي الواليدة ومرضي الجمهور المغربي.

أشرف حكيمي اليوم ليس مجرد لاعب فاز بالكرة الذهبية الإفريقية؛ بل هو رمز لجيل كامل، ودليل على أن المغربي حين يؤمن بنفسه ويعمل بصمت، يصل إلى أعلى القمم.

مبروك لحكيمي.. وديما مغرب.

شاركها.