من يومير إلى بودريقة.. واقع الكرة المغربية!

مثل النار في  الهشيم، وفي عز الأزمة الصحية التي فرضت على الجميع الاستكانة والهدوء حتى تمر العاصفة بسلام، اندلعت تسريبات صوتية  لمحدثات منسوبة للعديد من الفاعلين في مجال كرة القدم.

تسجيلات أغرقت وسائط التواصل الاجتماعي وكسرت صمت المدرجات وصخب الهتافات، وفرضت انتقالا  إجباريا لمواقع التواصل الاجتماعي لتتحول لمواقع للتراشق الافتراضي ، وأعلنت انطلاق موسم المشاكسة و اللغط بين الأنصار.

لقد كشفت التسريبات عن سبق وترصد ما يعتمل في كواليس كرة القدم  وأضافت للمشهد الكروي بهارات القتامة والسوداية لواقع مازال يتجر الخيبات والنكسات رغم بعض لحظات الفرح القصيرة التي تقتص من زمن الرداءة.

تسريبات يومير 

فجأة استفاق رواد كرة القدم على تسريب صوتي للإطار الوطني عبد القادر يومير، مضمون الحديث صدم كل من استمع إليه و ألقى بحجر ثقيل في بركة الجلدة الملعونة.

فانقسمت قبيلة المدربين واللاعبين بين مؤيد ومعارض ومحايد، بعد أن تم تدوال حديث المساء على نطاق واسع وأضحى مادة دسمة  كسرت الحجر الصحي بين مصدوم و مقتنع و ناقم و متشفي ، وأخرون يراقبون المشهد عن بعد.

بدا حديث يومير الافتراضي داخل المجموعة التواصلية لرابطة المدربين، بلكنة انفعالية وبنبرة لم يألفها من يعرف عبد القادر يومير  في خرجاته الإعلامية كمدرب ومحلل تقني في البلاطوهات.

ما تلا العاصفة من ردود، كشف أن عبد يومير قد غدرت به أيادي آمنة كان يحسبها صديقة له في معركته التي ارتداها هو و أعضاء رابطة المدربين، غير أن المشهد كان يوحي بعكس ذلك، فحاول النأي بتهم القذف والتشهير والتطاول، مؤكدا على أن الأمر لايعدو  كونه حديثا ونقاشا داخليا.

وخلاصة الحكاية، تكرس واقع كرة القدم المغربية التي لازالت تتخبط في الهواية بالرغم من محاولة إنقاذها من موتها السريري في ظل الأزمة الصحية الحالية.

بودريقة .. باسطا 

ما إن انتهى المتابعون من استكمال مسلسل تسريبات يومير ، حتى بدات حلقات مسلسل جديد حاول بطله محمد بودريقة أن ينهيه باعتذار استباقي فور  تداول مكالمته بسرعة كبيرة ألهبت الهواتف، ورفعته لقائمة الطوندونس الرمضاني وجعلته ممنوعا عن المشاهدين لأقل من 10 سنوات بما يحفل من حوارات وإيحاءات.

لكن لنحاول جميعا وبتقنية “الفلاش باك” استرجاع فصول الرواية المسربة التي أغرقت بودريقة، وبدأ في نهج خطته الدفاعية.

مكالمة بين بودريقة وشخص يبدو من حديثهما وكأنه على معرفة تامة.

تنطلق المكالمة باستفهامات وتساؤلات من الطرف الآخر، وكأنه يحاول جر بودريقة لمسار محدد.

انجر رئيس الرجاء السابق للمستنقع، وبدأ في إشهار مدفعيته الثقيلة وبحمولة مقززة.

مضمون المكالمة كان صادما للجميع، ولا أظن أن أي عاقل وراجح يمكن له تقبل ذلك.

وعبرة الحكاية واستنتاجاتها مفادها وبالمختصر المفيد ” لاثقة في عتيقة ” كما يقال.

فليس بهكذا مسؤولين نستطيع أن نساهم في تطوير المجال الرياضي خصوصا كرة القدم التي تدار بالملايين و لها مريدون كثر بمختلف مشاربهم.

فمن استمع لمكالمة بودريقة ينتهي به المطاف أن عالم المستديرة خليط من السياسة والمال  وأشياء أخرى، وسيوسم  المشهد بصفات الدسائس والوشايات و المكائد، وبذلك لا يمكن للوضعية أن تستقيم ولن تمنح جرعات ثقة للمستثمر بضخ أمواله في المجال.

قبل سيتكوم بودريقة المخجل، وتفشي وباء كورونا بأيام، تفجرت مواقع التراسل الفوري بمكالمة جمال السلامي، مدرب الرجاء الرياضي.

السلامي بدوره استسلم لمخاطبه وبدأ في الحديث وبكرم حاتمي ومستسلما لمحدثه ليتفجر البوليميك الذي انتهى باستدعاء مدرب الرجاء للجنة أخلاقيات جامعة كرة القدم.

نافلة القول في هاته الأيام المباركة على كل مسؤول أن ينتشل نفسه من مستنقع الذباب الالكتروني الذي يقتات من الفتن، ويحول اللعبة لمعركة التطاحنات.

فتسريب المكالمات فعل إجرامي يساوي بين الضحية والجلاد ويترك مآسي كبيرة بتداعيات سلبية خطيرة على الناشئة والمجتمع.

والكلام في غير منازله، نقمة لا نعمة وكفى المومنين شر القتال …

أحمد باعقيل

 

تحميل مواضيع أخرى ذات صلة
تحميل المزيد من راديو مارس
تحميل المزيد في البطولة الإحترافية
التعليقات مغلقة.

شاهد أيضاً

الجمعية الوطنية للإعلام والناشرين.. بلاغ استنكاري

تابعت الجمعية الوطنية للإعلام والناشرين “الفضيحة” الجديدة لإرغام الوفد الإعلام…