عبث البرمجة!

عادت البطولة الاحترافية لكرة القدم للدوران من جديد، وعادت معها نفس المشاكل القديمة، دون أن تسعى الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم للاستفادة من أخطاء المرحلة السابقة، والعمل على تجاوزها حتى تقدم منتوجا كرويا يصلح للتسويق.

لقد جرت الجولة الأولى منقوصة من ثلاث مباريات، بسبب التزام الأندية المغربية بالمشاركات الخارجية، وستجري الجولة الثانية منقوصة من أربع مباريات، بسبب التزام المنتخب المحلي بإجراء تصفيات كأس إفريقيا للمحليين حيث سيحل ضيفا على المنتخب الجزائري بالبليدة، وأيضا بسبب التزام أولمبيك آسفي بمواجهة الرفاع البحريني في البطولة العربية للأندية.

فهل من المقبول والمعقول أن تنطلق البطولة على إيقاع كل هذه المؤجلات، علما أن عددها مرشح للارتفاع بما أن الأسبوع المقبل سيعرف إجراء مباريات إياب أبطال إفريقيا و”الكاف”.

لقد قلنا أكثر من مرة إن هذا العبث الذي تعرفه البطولة الوطنية والتي حدد المكتب المديري للجامعة انطلاقتها ليس مقبولا، وأنه يجب إيلاء اهتمام أكبر لها، بما أنها القاعدة الصلبة للمشهد الكروي، لكن لا حياة لمن تنادي، فقد أصرت الجامعة على أن تنطلق المنافسة بشكل متأخر، وتم إعطاء أكثر من موعد لكنه لم يحترم، مع الأخذ بعين الاعتبار أن مدربي الأندية وجدوا أنفسهم في كل مرة يغيرون برنامج تحضيراتهم للموسم الكروي الجديد.

وفي النهاية وجدنا أن بطولتي تونس والجزائر قد انطلقتا قبل الدوري المغربي، مع العلم أن بطولة الموسم الماضي اختتمت في شهر ماي الماضي.

لم تكتف الجامعة بذلك فقط، بل إنها بدل أن تقلص حجم المخاطر المحدقة بالبطولة وصورتها، فإنها أعطت الموافقة على أن يشارك فريقي الوداد والرجاء عربيا وقاريا، وأن لا تحدد سقفا عمريا للاعبي المنتخب المحلي، الذي يتشكل في غالبيته العظمى من لاعبي الوداد والرجاء، الأمر الذي سيزيد من متاعب الأندية وسيساهم في تراكم المؤجلات، وقد يجعلنا نصطدم بالحائط في حالة إذا ما نجح المنتخب المحلي في التأهل إلى نهائيات كأس إفريقيا التي ستجرى في يناير المقبل، مع ما سيترتب عن ذلك من توقيف للبطولة واستنزاف لقدرت اللاعبين.

هذا الوضع كارثي جدا، ومؤشر على أن المشهد الكروي في المغرب يسير بدون بوصلة، ولا تحكمه حسابات المصلحة العامة والتطوير والتجويد بقدر ما تحكمه حسابات جبر الخواطر والتوازنات والعبث..

كيف يمكن الحديث عن تطبيق تقنية “الفار” وبرمجة المباريات في أربعة أيام، بينما الجامعة عاجزة عن برمجة البطولة بشكل دقيق ومحكم.

لقد كانت الجامعة في وقت سابق تتحجج برزنامة المباريات الإفريقية وعدم معرفتها بالمواعيد بشكل دقيق.

اليوم، ها هي الكاف قد غيرت جلدها، وها هي المنافسات أصبحت تبرمج في نفس مواعيد المسابقات الأوربية، فما الذي منع ويمنع الجامعة من إصدار برنامج سنوي دقيق، وإلى متى ستظل الجامعة عاجزة عن اتخاذ قرارات تصب في مصلحة الكرة المغربية، وأقلها برمجة مضبوطة للمباريات، لا تتراكم فيها المؤجلات.
#جمال_اسطيفي(المساء)

تحميل مواضيع أخرى ذات صلة
تحميل المزيد من راديو مارس
تحميل المزيد في البطولة الإحترافية
التعليقات مغلقة.

شاهد أيضاً

الجمعية الوطنية للإعلام والناشرين.. بلاغ استنكاري

تابعت الجمعية الوطنية للإعلام والناشرين “الفضيحة” الجديدة لإرغام الوفد الإعلام…