
وكالات
تتسارع وتيرة الأخبار القادمة من كتالونيا، وكلها تصب في اتجاه واحد: لامين يامال، الجوهرة الصاعدة في برشلونة، يقترب من ارتداء القميص رقم 10 بدءًا من الموسم المقبل.
رقمٌ لا يحمل فقط قيمة رمزية، بل تاريخًا وإرثًا ثقيلًا، ارتبط بالأسطورة ليونيل ميسي طيلة سنوات مجد الفريق، وجعل منه أكثر من مجرد رقم.
تألق يامال اللافت، سواء مع الفريق الأول أو على الصعيد الدولي، أعاد إلى الأذهان تجربة قريبة لم تمحُها الذاكرة بعد: أنسو فاتي. موهبة برزت بسرعة البرق، وعلّق عليها النادي والجماهير آمالًا عريضة، قبل أن تنهار تحت وطأة التوقعات والإصابات والرقم ذاته.
إرث لا يُحتمل؟
حين حمل ميسي القميص رقم 10، كان ذلك تتويجًا لمسيرة صعود استثنائية، لا بدايتها. أما أنسو فاتي، فقد وجد نفسه فجأة في قلب العاصفة: رقم 10، عقد ضخم، ولقب “خليفة ميسي”.
لحظة بدا فيها كل شيء ممكنًا، لكنها تحولت سريعًا إلى بداية الانحدار. الإصابات، الضغط الإعلامي، وتراجع الثقة كلها ساهمت في انطفاء بريقه. اليوم، يُنظر لفاتي كقصة حزينة لموهبة لم تتحقق كما كان يُنتظر.
يامال.. على الطريق ذاته؟
لامين يامال، في سن 16 فقط، يُبهر المتابعين بثقة الكبار وجودة غير مسبوقة في لاعب بهذه السن. لمساته، تمريراته، قراراته في الملعب… كلها تُذكر بميسي، وتغذي رغبة الجماهير في العثور على “المنقذ الجديد”. ومع أنباء العقد الضخم المرتقب، واقترابه من ارتداء القميص رقم 10، تتزايد المخاوف من تكرار السيناريو ذاته.
المقارنات بميسي، الضغوط الإعلامية، الترقب الجماهيري، وعقد بأرقام فلكية… كلها مؤشرات تدق ناقوس الخطر. فهل يقع النادي في الخطأ ذاته؟ هل يحتاج لاعب بعمر يامال إلى مزيد من الحماية والتدرج، أم إلى ضخّ كل الأضواء فوقه؟
بين الحلم والكابوس
ليس هناك شك في أن يامال يملك موهبة قد تتجاوز حتى ما قدمه فاتي في بداياته.
الفارق، وربما المفتاح، سيكون في كيفية إدارة النادي لمسيرته. فالأرقام لا تصنع القادة، ولا القمصان تمنح المجد تلقائيًا. وحدها الرؤية المتزنة، والتحصين النفسي، والإدارة الفنية الحكيمة قادرة على رسم طريق آمن للنجوم الصاعدين.
القميص رقم 10 في برشلونة لم يعد مجرد رقم. بل عبء، ومسؤولية، واختبار لقوة التحمل قبل المهارة. وبين أن يصبح يامال “ميسي الجديد”، أو نسخة ثانية من تجربة فاتي، يقف برشلونة أمام مفترق طرق جديد… فهل يتعلم من الماضي.