راديو مارس – الدار البيضاء
مع اقتراب موعد كأس إفريقيا للأمم المغرب 2025، انطلقت عبر مختلف ربوع المملكة قافلة “روح الكان” في مبادرة ميدانية غير مسبوقة تعكس التعبئة الوطنية الشاملة لإنجاح هذا الموعد القاري.
القافلة تندرج ضمن استراتيجية تواصلية مشتركة بين الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم مع المصالح المعنية، وعلى رأسها وزارة الداخلية، بهدف خلق دينامية جماهيرية وحركية تنموية داخل القرى والمدن المغربية.
أهداف القافلة.. تواصل، تجهيز، وتنشيط محلي
ترتكز مبادرة “روح الكان” على فكرة تقريب أجواء كأس إفريقيا من السكان في قلب الدواوير والمناطق النائية، من خلال:
توزيع مستلزمات رياضية على أطفال وشباب القرى.
تنظيم مباريات ودّية ولقاءات كروية في الملاعب المحلية.
تقديم مضامين تعريفية حول روح المنافسة الإفريقية وتاريخ المناطق التي تزورها القافلة، مع إبراز مميزاتها الجغرافية والتراثية.
هذه المبادرة تحرص على جعل الرياضة جسراً للتقارب الاجتماعي، وبوابة لتعزيز الانتماء الوطني، ونافذة لإبراز مؤهلات المغرب كبلد قادر على تنظيم أكبر التظاهرات القارية والدولية.
انطلاقة مزدوجة… قافلتان نحو الشمال والجنوب في آن واحد
بشكل غير مسبوق، أعطيت الانطلاقة لقافلتين في نفس التوقيت:
1. القافلة الشمالية
انطلقت من دوار أولاد سعيد، وعبرت مجموعة من الجماعات القروية من بينها: سيدي الطيبي، تامسنا، عين الجمعة، المهاية، عين السقف، عين الله
ومن هناك واصلت مسارها نحو الجماعات الترابية التابعة لإقليمي تطوان و طنجة، قبل أن تتجه لاحقاً نحو الجهة الشرقية، حاملة معها أجواء الحماس واستعدادات المملكة لهذا الحدث القاري الكبير.
2. القافلة الجنوبية
أما القافلة الثانية، فانطلقت من دوار الدريع بجماعة الغديرة، متوجهة إلى تامصلوحت وسيد الزوين وبيوگرى وأيت عميرة وأيت ميلك بجهة سوس ماسة
ثم تابعت رحلتها نحو كلميم وطانطان، وصولاً إلى محطتها الأخيرة في إقليم العيون، حيث لقيت استقبالاً حافلاً يعكس ارتباط سكان الأقاليم الجنوبية بكرة القدم وبروح كأس إفريقيا.
تفاعل جماهيري غير مسبوق
وشهدت مختلف محطات القافلتين تفاعلاً استثنائياً من طرف الساكنة، خصوصاً الأطفال والشباب، حيث امتلأت الساحات والملاعب المحلية بجو احتفالي يعكس تعطش الجمهور المغربي لمشاركة هذا الحدث القاري بطريقته الخاصة.
ووفق ما تداولته المنصات الرقمية، فقد تحولت القافلة في عدة مناطق إلى عرس رياضي صغير يدمج بين الموسيقى الشعبية، الأهازيج المحلية، واللقاءات الكروية العفوية.
روح الكان.. رسالة وطنية تتجاوز الرياضة
لا تقف القافلة عند حدود الترويج لكأس إفريقيا، بل تحمل معها رسائل عميقة تتقاطع فيها التنمية الثقافية، إشعاع الهوية الوطنية، وتقوية الروابط بين سكان المناطق الحضرية والقروية.
فهي تجسيد فعلي لمقولة أن كرة القدم أكثر من مجرد لعبة، بل عنصر يوحد المغاربة ويقربهم من بعضهم البعض.
ومع استمرارها عبر محطات جديدة، تواصل قافلة “روح الكان” إشعال الحماس، وبناء جسور التواصل بين المغرب وعمقه الإفريقي، في انتظار موعد تُسلَّط فيه أنظار العالم على المملكة وهي تحتضن عرس القارة السمراء.
























