عصام أيت علي
في زمنٍ كثرت فيه المواهب وقلّ فيه المبدعون الحقيقيون، برز لامين يامال كأحد أولئك القلائل الذين لا تُخطئهم العين ولا يتجاهلهم التاريخ. كل شيء فيه يشي بالفرادة: لمساته، رؤيته، قراراته، وثقته الكبيرة رغم صغر سنه. لاعب لا يُقاس بعمره، بل بمدى تأثيره، ولا يُحكم عليه بعدد المباريات، بل بقيمة كل لمسة من لمساته.
لامين يامال ليس مجرد لاعب شاب ينتمي إلى مدرسة لاماسيا، بل هو امتداد طبيعي لأسطورة الإبداع الكروي الذي تشبّع به ملعب الكامب نو. سريع في تفكيره، ذكي في تمركزه، أنيق في مراوغاته، حاسم في تمريراته… وكأنه وُلد ليُدهش.
ما يميز يامال ليس فقط ما يفعله بالكرة، بل ما يمنحه لجماهير كرة القدم من متعة خالصة وشعور بأن المستقبل يحمل في طيّاته نجمًا استثنائيًا. كثيرون مرّوا في الملاعب، لكن قلة هم من تركوا بصمتهم منذ خطواتهم الأولى.. ويامال أحدهم.
لقد أصبح اليوم أكثر من مجرد موهبة واعدة، إنه رمز لجيل جديد يؤمن أن السنّ لا يقف حائلًا أمام العظمة، وأن الموهبة إذا اقترنت بالانضباط والشغف، تصنع ما يشبه المعجزات.