عصام أيت علي
اعتمد الاتحاد الدولي لكرة القدم “فيفا” رسميًا القيمة المالية لجوائز بطولة كأس العالم 2026، التي ستُقام في الولايات المتحدة الأميركية وكندا والمكسيك، في نسخة استثنائية تُعد الأضخم في تاريخ المونديال، سواء من حيث عدد المنتخبات المشاركة أو حجم العائدات المالية.
وخلال الاجتماع الذي عقده في العاصمة القطرية الدوحة، أعلن “فيفا” عبر موقعه الإلكتروني الرسمي أن إجمالي الجوائز المالية سيبلغ 727 مليون دولار، بزيادة تقارب 50% مقارنة بمونديال قطر 2022، في خطوة وصفتها صحيفة “آس” الإسبانية بـ”الثورة المالية” في تاريخ كأس العالم.
ووفق النظام الجديد، سيحصل كل منتخب مشارك على 10.5 ملايين دولار كحد أدنى، تشمل مكافأة المشاركة (9 ملايين دولار) إضافة إلى 1.5 مليون دولار مخصصة لتغطية تكاليف المعسكر الإعدادي، فيما ترتفع الجوائز تدريجيًا حسب المسار الذي يقطعه كل منتخب في البطولة، لتصل إلى 50 مليون دولار للبطل.
وتُظهر هذه الأرقام رغبة “فيفا” في تعزيز الاستقرار المالي للاتحادات الوطنية، خاصة في ظل التوسع إلى 48 منتخبًا، والارتفاع الكبير في عائدات البث التلفزيوني، والإقبال المتوقع على التذاكر، إضافة إلى الزخم التجاري الكبير في أسواق أميركا الشمالية.
بالنسبة للمنتخب الوطني المغربي، الذي دخل التاريخ من أوسع أبوابه بعد إنجازه الاستثنائي في مونديال قطر 2022 وبلوغه نصف النهائي، فإن مونديال 2026 لا يُمثل فقط تحديًا رياضيًا جديدًا، بل فرصة اقتصادية واستراتيجية بالغة الأهمية.
فمجرد مشاركة “أسود الأطلس” في النهائيات ستضمن للجامعة الملكية المغربية لكرة القدم أكثر من 10.5 ملايين دولار، وهو مبلغ يمكن توجيهه لتعزيز برامج التكوين، وتطوير البنية التحتية الكروية، ودعم المنتخبات الوطنية بمختلف فئاتها.
أما في حال تمكن المنتخب المغربي من تجاوز دور المجموعات، فإن العائدات سترتفع إلى 11 مليون دولار، وتصل إلى 15 مليونًا في حال بلوغ ثمن النهائي، وهي أرقام تضع المغرب ضمن دائرة المستفيدين الكبار، خاصة إذا واصل نسقه التصاعدي وثبّت مكانته بين كبار كرة القدم العالمية.
امتداد لإنجاز قطر وليس صدفة عابرة
ما حققه المنتخب المغربي في قطر لم يكن ضربة حظ، بل نتيجة عمل طويل إلى جانب استقرار تقني وتطور ملحوظ في الذهنية التنافسية.
ومع ارتفاع سقف الطموحات الجماهيرية والرسمية، يبدو مونديال 2026 محطة مفصلية لترسيخ هذا المشروع الكروي
المغرب في قلب المشهد العالمي
بين ثورة مالية غير مسبوقة، وتوسّع في قاعدة المنافسة، واهتمام عالمي متزايد، يدخل كأس العالم 2026 مرحلة جديدة من تاريخه. وفي قلب هذا المشهد، يقف المنتخب المغربي كأحد أبرز منتخبات القارة الإفريقية والعالم العربي، مدفوعًا بطموح مشروع، وخبرة متراكمة، وفرصة حقيقية لتحويل الإنجاز الرياضي إلى قيمة رياضية واقتصادية مستدامة
