راديو مارس – الدار البيضاء
في أمسية كروية مفعمة بالحماس، دشّن المنتخب الوطني المغربي لكرة القدم مشاركته في نهائيات كأس أمم إفريقيا، التي تحتضنها المملكة المغربية خلال الفترة الممتدة من 21 دجنبر الجاري إلى 18 يناير المقبل، بفوز مستحق على منتخب جزر القمر بهدفين دون مقابل، في المباراة الافتتاحية التي جرت أطوارها على أرضية ملعب الأمير مولاي عبد الله بالرباط، وسط حضور جماهيري غفير أعطى للحدث طابعًا احتفاليًا خاصًا.
ودخل “أسود الأطلس” اللقاء بعزيمة واضحة لتحقيق انطلاقة موفقة في البطولة القارية، غير أن مجريات الشوط الأول كشفت عن ندية كبيرة، في ظل التنظيم الدفاعي المحكم الذي نهجه منتخب جزر القمر، معتمدًا على التكتل الخلفي وإغلاق المساحات، ما صعّب مأمورية العناصر الوطنية في اختراق دفاع الخصم وبلوغ مرمى الحارس باندور.
ورغم الاستحواذ الواضح للمنتخب المغربي على الكرة وفرضه لإيقاع اللعب، إلا أن الفعالية الهجومية غابت في الشوط الأول، الذي انتهى على إيقاع التعادل السلبي.
وشهدت الدقيقة الـ11 لحظة مفصلية في اللقاء، بعدما أعلن الحكم الكونغولي جون جاك ندالا عن ضربة جزاء لصالح المنتخب المغربي، غير أن سفيان رحيمي لم ينجح في ترجمتها إلى هدف، إثر تصدٍّ مميز من حارس جزر القمر، ليضيع “الأسود” فرصة التقدم المبكر في النتيجة.
ومع انطلاق الشوط الثاني، بدا واضحًا أن المدرب الوطني طالب لاعبيه برفع نسق الأداء الهجومي، وهو ما تُرجم إلى ضغط متواصل أثمر في الدقيقة الـ55، عندما استغل إبراهيم دياز تمريرة متقنة من سفيان أمرابط، وسدّد كرة قوية استقرت في الشباك، مفجّرًا مدرجات الملعب فرحًا ومعلنًا تقدم النخبة الوطنية.
ورغم تلقيه الهدف، لم يرفع منتخب جزر القمر الراية البيضاء، بل حاول العودة في النتيجة، وكاد أن يفعل ذلك في الدقيقة الـ67، حين توصل يوسف منشغانا بتمريرة عرضية داخل منطقة الجزاء وسدّد كرة قوية مرت بمحاذاة القائم، في أخطر فرص الفريق الضيف خلال اللقاء.
وردّ المنتخب المغربي جاء حاسمًا في الدقيقة الـ74، بعد دخول أيوب الكعبي كبديل، حيث استغل ارتباك دفاع جزر القمر داخل منطقة الجزاء، وتابع كرة عرضية بنجاح، مودعًا إياها الشباك، وموقعًا الهدف الثاني الذي أمّن به فوز “أسود الأطلس” ومنحهم أفضلية معنوية مهمة في بداية المشوار.
وبهذا الانتصار، يتصدر المنتخب الوطني المغربي ترتيب المجموعة الأولى برصيد ثلاث نقاط، في انتظار ما ستسفر عنه المباراة الثانية عن المجموعة ذاتها، والتي ستجمع بين منتخبي مالي وزامبيا، ضمن منافسات الجولة الأولى من دور المجموعات، في بطولة يأمل فيها المغاربة الذهاب بعيدًا ومواصلة كتابة التاريخ القاري.

