وكالات
تحوّلت احتفالات العاصمة الفرنسية باريس بتتويج نادي باريس سان جيرمان بلقب دوري أبطال أوروبا إلى مشاهد من الفوضى والشغب، بعدما اندلعت أعمال عنف وشغب في أنحاء متفرقة من المدينة، أسفرت عن اعتقال أكثر من 130 شخصاً وإصابة عدد من المدنيين، وسط تحركات أمنية مكثفة لاحتواء الوضع.
وفاز باريس سان جيرمان على نادي إنتر ميلان الإيطالي بنتيجة ساحقة بلغت 5-0، في المباراة النهائية التي أقيمت على ملعب أليانز أرينا بمدينة ميونيخ الألمانية، ليحرز أول لقب في تاريخه في البطولة الأوروبية الأغلى.
وبينما امتلأت شوارع باريس بمظاهر الفرح والاحتفال، حيث غنّى الآلاف ورقصوا في الساحات العامة وأطلقوا أبواق السيارات، تحولت بعض المناطق، خاصة قرب شارع الشانزليزيه وملعب “بارك دي برانس”، إلى ساحات مواجهات عنيفة، استخدمت خلالها الألعاب النارية، وأُحرقت سيارات، وتعرضت الممتلكات العامة للتخريب.
131 معتقلاً وانتشار أمني كثيف
وأكدت مديرية شرطة باريس أن عدد المعتقلين بلغ 131 شخصاً حتى منتصف ليل السبت – الأحد، مع استمرار الاضطرابات حتى صباح اليوم التالي. وأوضح متحدث باسم الشرطة أن الفوضى “انتشرت على نطاق واسع”، خصوصاً في محيط شارع الشانزليزيه، تقاطع بورت دو سان كلو، وبعض الأحياء الشرقية.
وتدخلت شرطة مكافحة الشغب لاستعادة النظام، مستخدمة الغاز المسيل للدموع والهراوات لتفريق المتجمهرين، فيما أُضرمت النيران في سيارات ودراجات نارية ونفايات، ما تسبب في تصاعد أعمدة من الدخان الأسود في سماء المدينة.
احتفال رسمي ورسالة ماكرون رغم انتمائه لمارسيليا
ورغم انتمائه المعروف لنادي أولمبيك مارسيليا، لم يفوت الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الفرصة لتهنئة باريس سان جيرمان على الإنجاز التاريخي، حيث كتب على منصة “إكس” (تويتر سابقاً): “يوم مجيد لباريس سان جيرمان! برافو، كلنا فخورون. باريس، عاصمة أوروبا هذا المساء.
وفي مشهد رمزي، أُضيء برج إيفل بألوان النادي الباريسي – الأحمر والأزرق – في لفتة احتفالية مميزة، عبّرت عن لحظة طال انتظارها لجماهير الفريق.
أعمال نهب وإصابات
وشهدت الليلة أحداثاً متفرقة من النهب والتخريب، إذ أُبلغ عن اقتحام متجر “فوت لوكر” الرياضي في الشانزليزيه وسرقة كميات من الأحذية الرياضية، كما تعرض متجر تابع لعلامة “ميزون دو موند” للأثاث في شارع واغرام للنهب.
وفي حادثة مؤسفة، أُصيبت شابة تبلغ من العمر 23 عاماً بجروح خطيرة إثر سقوطها على أحد الحواجز قرب عمود ساحة الباستيل الشهيرة. كما صدمت سيارة مجموعة من المشاة في مدينة غرونوبل شرقي البلاد خلال الاحتفالات، ما أسفر عن إصابة أربعة أفراد من عائلة واحدة.
ردود فعل رسمية غاضبة
وعلق وزير الداخلية الفرنسي برونو ريتيلو على الأحداث قائلاً: “مشجعو باريس سان جيرمان الحقيقيون متحمسون لفوز فريقهم، ولكن للأسف، نزلت أقلية متوحشة إلى الشوارع لارتكاب جرائم واستفزاز قوات الأمن. طلبت من قوات الأمن الداخلي الرد بقوة على هذه الانتهاكات. من غير المقبول أن تتحول فرحة وطنية إلى حالة من الرعب والفوضى”.